بيتكوين تراقب سباق السيولة مع قيام الفيدرالي بضخ 29 مليار دولار بينما تغمر الصين الأسواق

قام مجلس الاحتياطي الفيدرالي (Fed) بضخ 29.4 مليار دولار في النظام المصرفي الأمريكي من خلال عمليات إعادة الشراء الليلية يوم الجمعة، وهو أكبر تحرك يومي منذ عصر فقاعة الدوت كوم. في الوقت نفسه، ضخ البنك المركزي الصيني سيولة نقدية قياسية لتعزيز القطاع المصرفي المحلي.

تشير هذه التحركات المنسقة للسيولة إلى نقطة تحول لأصول المخاطر العالمية، وخاصة Bitcoin (BTC). يراقب المتداولون عن كثب كيفية تصرف البنوك المركزية لتحقيق الاستقرار في الأسواق قبل عام 2026.

تحرك السيولة من الفيدرالي يسلط الضوء على توتر السوق

جاءت عملية إعادة الشراء الليلية غير المعتادة من الفيدرالي بعد عمليات بيع حادة في سندات الخزانة، مما يعكس تزايد الضغوط في أسواق الائتمان قصيرة الأجل.

تتيح عمليات إعادة الشراء الليلية للمؤسسات تبادل الأوراق المالية مقابل النقد، مما يوفر سيولة فورية في أوقات ضيق السوق. وقد سجل الضخ في 31 أكتوبر رقماً قياسياً لعدة عقود، حتى بالمقارنة مع عصر فقاعة الدوت كوم.

يفسر العديد من المحللين هذه الخطوة كرد واضح على الضغوط في أسواق الخزانة. عندما ترتفع عوائد السندات وتصبح تكلفة التمويل أعلى، غالباً ما يتدخل الفيدرالي للحد من المخاطر النظامية.

تؤدي هذه التدخلات أيضاً إلى توسيع المعروض النقدي، وهو عامل غالباً ما يرتبط بارتفاع أصول المخاطر مثل Bitcoin.

وفي الوقت نفسه، دعا عضو مجلس محافظي الفيدرالي كريستوفر والر مؤخراً إلى خفض سعر الفائدة في ديسمبر، مما يشير إلى تحول محتمل نحو سياسة أكثر تيسيراً.

وهذا يتناقض مع التصريحات المتشددة السابقة لرئيس الفيدرالي جيروم باول، الذي زادت حذره من حالة عدم اليقين في السوق. وتظهر بيانات Polymarket أن احتمالية خفض الفائدة للمرة الثالثة في 2025 انخفضت إلى 65% بعد أن كانت 90%، مما يعكس تغير التوقعات بشأن السياسة النقدية.

احتمال خفض الفيدرالي للفائدة ثلاث مرات في 2025 ينخفض من 90% إلى 65%. المصدر: Roundtable Space

إذا فشل الفيدرالي في تلبية هذه التوقعات، قد تواجه الأسواق تراجعاً حاداً. فقد قام المستثمرون بالفعل بتسعير سياسة أكثر تيسيراً، وأي تراجع قد يدفع رؤوس الأموال للخروج من الأصول الأكثر خطورة.

يسلط التوازن الصعب بين ضخ السيولة وسياسة الفائدة الضوء على تحديات الفيدرالي في إدارة التضخم والاستقرار المالي.

ضخ السيولة القياسي من الصين يعزز السيولة العالمية

في الوقت نفسه، نفذ البنك المركزي الصيني أيضاً ضخ سيولة قياسي في البنوك المحلية، بهدف دعم النمو الاقتصادي وسط تراجع الطلب. زاد بنك الشعب الصيني (PBOC) السيولة في محاولة للحفاظ على نشاط الإقراض ومنع تشديد الائتمان. وتأتي هذه الخطوة مع معالجة بكين للانكماش وضعف قطاع العقارات.

حجم تحرك بنك الشعب الصيني يقارن باستجاباته خلال الأزمات السابقة. من خلال توفير أموال إضافية، يسعى البنك المركزي إلى خفض تكاليف الاقتراض وتحفيز نمو الائتمان.

مثل هذا التحفيز يوسع أيضاً المعروض النقدي العالمي وقد يساهم في تضخم الأصول في الأسهم والعملات المشفرة.

تاريخياً، سبقت زيادات السيولة المتزامنة من الفيدرالي وبنك الشعب الصيني ارتفاعات كبيرة في Bitcoin. حدثت موجة الصعود في 2020-2021 بالتزامن مع التيسير النقدي القوي بعد تفشي COVID-19.

يراقب متداولو العملات المشفرة الآن اتجاهًا مماثلاً، حيث يمكن أن تدفع زيادة السيولة المستثمرين للبحث عن أصول بديلة للتحوط من انخفاض قيمة العملة.

يصف المحللون الكليون الوضع بأنه "شد الحبل في السيولة" بين واشنطن وبكين. يحاول الفيدرالي تحقيق التوازن بين التضخم والاستقرار المالي، بينما يسعى بنك الشعب الصيني لتعزيز النمو دون زيادة الديون. وستؤثر النتيجة على شهية المخاطرة وتحدد اتجاه أداء الأصول في 2025.

آفاق Bitcoin الكلية تعتمد على استمرار السيولة

ظل سعر Bitcoin مستقراً في الأسابيع الأخيرة، متداولاً ضمن نطاق ضيق بينما يزن المتداولون تأثير تحركات البنوك المركزية.

أداء سعر Bitcoin (BTC). المصدر: TradingView

تظهر العملة الرقمية الرائدة علامات على التماسك، حيث تشير بيانات Coinglass إلى انخفاض الفائدة المفتوحة من أكثر من 100,000 عقد في أكتوبر إلى حوالي 90,000 في أوائل نوفمبر. يشير هذا الانخفاض إلى الحذر بين متداولي المشتقات.

على الرغم من النشاط الضعيف، قد يصبح المناخ إيجابياً لـ Bitcoin إذا استمرت السيولة العالمية في النمو. انخفاض التضخم في الولايات المتحدة، إلى جانب توسع المعروض النقدي، يشجع على تحمل المخاطر.

يعتبر العديد من المستثمرين المؤسسيين الآن Bitcoin مخزناً للقيمة، خاصة عندما يؤدي التوسع النقدي إلى الضغط على القوة الشرائية للعملات التقليدية.

ومع ذلك، قد يعتمد ارتفاع Bitcoin على قرارات البنوك المركزية. إذا خفض الفيدرالي السيولة في وقت مبكر جداً من خلال تقليص عمليات إعادة الشراء أو رفع أسعار الفائدة بشكل غير متوقع، فقد يتلاشى أي زخم إيجابي بسرعة.

وبالمثل، إذا فشل التحفيز الصيني في إنعاش الاقتصاد، فقد تضعف شهية المخاطرة العالمية، مما يؤثر على الأصول المضاربية.

ستظهر الأسابيع القليلة القادمة ما إذا كانت البنوك المركزية ستواصل دعم السيولة أو ستعطي الأولوية للسيطرة على التضخم. بالنسبة لـ Bitcoin، قد تحدد النتيجة ما إذا كان عام 2026 سيشهد موجة صعود قوية أخرى أو مجرد استمرار التماسك.

ظهر هذا المقال أولاً على BeInCrypto بعنوان Bitcoin Eyes Liquidity Race As Fed Injects $29 Billion While China Floods Markets.