نيويورك تايمز: جمع الأموال من قبل عائلة ترامب في سوق العملات الرقمية أسوأ من فضيحة ووترغيت

العنوان الأصلي: Teapot Dome. Watergate. They』re Nothing Compared to This.

المؤلف الأصلي: Jacob Silverman (مؤلف كتاب "الغضب المطلي بالذهب: إيلون ماسك وراديكالية وادي السيليكون")

الترجمة الأصلية: Kaori، Peggy، BlockBeats

 

ملاحظة المحرر: في تاريخ السياسة الأمريكية، لم يوجد رئيس مثل ترامب، الذي دمج السلطة الوطنية، العلامة التجارية الشخصية والمضاربة المالية في تجربة عالمية النطاق.

الجمع بين المال والسلطة ليس جديدًا، لكن عندما يظهر هذا الجمع في شكل "رمز"، وعندما تتحول صورة رئيس الدولة إلى أصل قابل للتداول، وعندما يمكن أن يتدفق النفوذ السياسي بحرية على البلوكشين، فإن ما نواجهه لم يعد فسادًا تقليديًا، بل إعادة هيكلة على مستوى النظام.

هذه المقالة لا توثق فضيحة واحدة، بل تحولًا نموذجيًا: لم يعد الرئيس مجرد شخصية سياسية، بل أصبح أكبر حامل عملات في الاقتصاد اللامركزي؛ ولم تعد العلاقات الدبلوماسية تُعقد في الغرف المغلقة، بل عبر عناوين المحافظ. كانت التقنية تُعتبر ضمانًا للشفافية والعدالة، لكنها اليوم قد تصبح وسيط السلطة الجديد.

عندما تدخل العملات المشفرة إلى البيت الأبيض، وعندما يتشابك ظل الدولار الرقمي مع الإرادة الوطنية، يجب أن نعيد التفكير في سؤال: في عصر "السيادة على السلسلة"، هل لا تزال هناك حدود للسلطة؟

فيما يلي نص المقال الأصلي.

محفظة السلطة الجديدة: كيف دخلت العملات المشفرة إلى البيت الأبيض

إذا كنت زعيمًا سلطويًا يحاول التأثير على رئيس دولة آخر، فقد تهديه طائرة Boeing 747 فاخرة؛ أو قد تنفق ببذخ في فنادقه، أو تستثمر في العديد من شركاته أو شركات أبنائه؛ أو حتى تشتري الأحذية الرياضية أو NFT أو السلع ذات العلامة التجارية التي يطلقها.

أما في حالة الرئيس ترامب، فإن "وسطاء السلطة" المحتملين لديهم قائمة خيارات أكثر ثراءً.

لكن اليوم، كل ذلك يبدو زائدًا عن الحاجة.

خلال الحملة الانتخابية، أعلن ترامب عن خطته للعملات المشفرة — World Liberty Financial — وأطلق قبل أيام من توليه المنصب عملة "ميم" تحمل اسمه. أي شخص يشتري رمز World Liberty يمكنه بشكل غير مباشر ضخ الأموال في شركات عائلة ترامب. من خلال مشروع العملات المشفرة الذي يسيطر عليه الرئيس، وابنه، وأصدقاء العائلة، راكمت عائلة ترامب ثروة دفترية بمليارات الدولارات.

أصبح World Liberty قناة تأثير قوية: أي شخص — سواء أنت، أنا، أو أمير إماراتي — يمكنه ببساطة شراء الرموز التي تصدرها الشركة ليملأ جيب ترامب.

المفتاح هنا هو "السهولة". بالنسبة لمن يسعى إلى النفوذ، تم استبدال الحقائب المليئة بالنقود وحسابات البنوك السويسرية برموز مشفرة يمكن نقلها بسرعة بين المحافظ والمنصات. أما المستخدمون الأكثر خبرة في العملات المشفرة — الجهات الفاعلة الحكومية، مجموعات القراصنة، شبكات غسل الأموال — فيمكنهم أيضًا إخفاء آثار معاملاتهم باستخدام أدوات مثل "المزج".

هذه السهولة نفسها جعلت العملات المشفرة الأداة المفضلة للمنظمات الإجرامية ومتهربي العقوبات.

وهم الشفافية: عندما يحدث الفساد باسم "اللامركزية"

هذا أمر غير مسبوق في تاريخ السياسة الأمريكية.

بالنظر إلى فضائح الحكومات السابقة — من المستشارين الفاسدين حول الرئيس غرانت، إلى رشاوى عقود النفط في "فضيحة Teapot Dome" في عهد هاردينغ، وحتى "فضيحة Watergate" في عهد نيكسون — لم يحدث أبدًا أن خلط رئيس بهذا الحجم بين المصالح الشخصية والحكومية، ولم يحقق أحد مثل هذا الربح الشخصي الهائل من ذلك.

لا يوجد هنا أي ابتكار حقيقي، فالجديد فقط هو أن الرئيس الحالي يستخدم اسمه وصورته ونفوذه على وسائل التواصل الاجتماعي علنًا للترويج لرموز مشفرة لا تختلف كثيرًا عن آلاف المنتجات الأخرى في السوق. في نظر مؤيدي MAGA والمضاربين العاديين، قد يعني شراء هذه الرموز "خسارة كل شيء"؛ أما أن يقود الرئيس بنفسه مؤيديه السياسيين إلى استثمارات عالية المخاطر كهذه، فهو أمر يستحق الإدانة.

لكن الخطر الأكبر هو أن القوى الأجنبية القوية قد تستغل ذلك لضخ مبالغ ضخمة إلى ترامب.

بالنسبة لأي رئيس دولة، أصبح شراء رموز ترامب أو الاستثمار في مشاريعه المشفرة تصرفًا سياسيًا مضاربيًا مباشرًا.

هذا بالضبط هو الحافز المشوه الذي خلقه "صندوق تبرعات العملات المشفرة" الخاص بترامب.

خذ على سبيل المثال اثنتين من صفقات المليارات الأخيرة بين أحد أبرز الشخصيات في الإمارات — الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان — ومبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف:

في الصفقة الأولى، تعهد صندوق الاستثمار الحكومي الذي يقوده طحنون باستثمار 2 مليار دولار من عملة USD1 المستقرة (الصادرة عن World Liberty Financial) في منصة Binance، أكبر منصة تداول عملات مشفرة في العالم. (العملة المستقرة هي عملة مشفرة تهدف إلى الحفاظ على قيمة ثابتة وتعمل كبديل "رقمي للدولار".)

ومن الجدير بالذكر أن مؤسس Binance، Zhao Changpeng، يسعى حاليًا لعفو من ترامب بعد اعترافه بجريمة غسل الأموال.

في الصفقة الثانية، توسط ويتكوف ورئيس "الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة" الذي عينه ترامب — المستثمر David Sacks — في اتفاق يسمح للإمارات بشراء مئات الآلاف من شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة لبناء مراكز بيانات. هذه الشرائح مطلوبة بشدة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي وتخضع لرقابة تصدير صارمة. ويخشى الخبراء من أن الإمارات قد تعيد بيع هذه الشرائح أو تشاركها مع شركات صينية.

رغم عدم وجود دليل قاطع على وجود "تبادل مصالح" واضح في هاتين الصفقتين، إلا أن المشاركين وشبكات المصالح متداخلة للغاية، وأصبح نمط الخلط بين العام والخاص سمة مميزة لإدارة ترامب.

استخدام طحنون لعملة USD1 المستقرة بقيمة 2 مليار دولار أمر مثير للتساؤل بحد ذاته.

لو كان هدفه فقط الاستثمار في Binance، لكان بإمكانه التحويل مباشرة.

اختياره استخدام USD1 المستقرة من World Liberty Financial كـ"وسيط"، هو في الواقع ضخ دماء جديدة في شركة يستفيد منها ويتكوف وترامب بشكل مباشر.

رغم رائحة الفضيحة، فإن معظم أنشطة ترامب في العملات المشفرة تجري في بيئة شبه علنية.

حتى بعض الشخصيات السيئة السمعة في عالم العملات المشفرة يتفاخرون علنًا على وسائل التواصل الاجتماعي بشراء عشرات الملايين من رموز WLFI.

الأكثر نشاطًا بينهم هو رجل الأعمال الصيني في العملات المشفرة Sun Yuchen — الذي يستعرض باستمرار على وسائل التواصل الاجتماعي امتلاكه كميات كبيرة من World Liberty وعملة ترامب الميمية، ويضع نفسه كداعم رئيسي لإمبراطورية ترامب المشفرة.

في فبراير من هذا العام، طلبت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) من قاضٍ اتحادي تعليق دعوى الاحتيال المدني ضد Sun Yuchen، ووافق القاضي على ذلك. وفي مايو، دُعي Sun Yuchen — كأحد أكبر حاملي عملة ترامب الميمية — إلى عشاء في نادي ترامب الوطني للغولف في فيرجينيا، حيث تلقى ساعة ذهبية كهدية من الرئيس.

في السابق (أي قبل بضع سنوات فقط)، لو تورط الرئيس في تضارب مصالح واضح كهذا، لكان الكونغرس قد عقد جلسات استماع وفتحت الجهات التنفيذية تحقيقًا.

لكن قرار المحكمة العليا الأخير بشأن "حصانة الرئيس" جعل هذه الآليات الرقابية شبه عديمة الفاعلية.

وزارة العدل لن تلاحق الرئيس الحالي.

وفي بداية ولايته الجديدة، أقال ترامب 18 مفتشًا عامًا — وهم الأشخاص الذين كان بإمكانهم كشف والتحقيق في أنشطة الحكومة في مجال العملات المشفرة. وفي فبراير من هذا العام، أمر أيضًا وزارة العدل بتعليق تنفيذ "قانون مكافحة الفساد في الخارج" (الذي يحظر رشوة المسؤولين الأجانب)، ولم يُستأنف التنفيذ إلا بعد أربعة أشهر.

في الوقت نفسه، انسحبت الهيئات التنظيمية تدريجيًا من التركيز على مجال العملات المشفرة، بينما ساعدت إدارة ترامب في دفع أجندة تشريعية تفضلها صناعة العملات المشفرة.

يبدو أن تراكم ثروة ترامب وأبنائه من العملات المشفرة سيستمر في التوسع خلال فترة ولايته.

حتى الآن، لا يوجد "سقف" واضح يمكن أن يمنع تدفق الأموال الأجنبية المستمر. هذا الباب مفتوح أمام فساد على أعلى مستوى لم تشهده أمريكا من قبل. وعلينا أن نواجه الاحتمالات المظلمة التي يجلبها ذلك.