بالمقارنة مع "إنترنت القيمة"، تحليل سريع في 5 دقائق لجوهر الاستثمار في العملات المشفرة

المؤلف: Jeff Dorman، المدير التنفيذي للاستثمار في Arca

الترجمة: Felix, PANews

العنوان الأصلي: بعد أن تصدّر Bitcoin العناوين بأعلى مستوياته، كيف تشرح استثمار العملات المشفرة بسرعة لمن حولك؟

مع تحقيق Bitcoin لمستويات قياسية جديدة واجتياح العملات المشفرة لوول ستريت وواشنطن، الآن هو الوقت المثالي لإعادة شرح استثمار العملات المشفرة لمن حولك. معظم "خبراء الصناعة"، وKOLs في مجال الكريبتو، ووسائل الإعلام الرئيسية يقومون بعمل سيء للغاية في شرح هذه الفئة من الأصول للمستثمرين الجدد، والمعلومات الخاطئة المستمرة تجعل المزيد من الناس ينفرون بدلاً من أن يتحمسوا.

معظم الناس لا يعرفون حتى عن عالم الاستثمار في التوكنات (باستثناء Bitcoin وmeme coins). لكن الآن، مع ظهور ETH وSOL وBNB وHYPE والعملات المستقرة وPolymarket يومياً في الأخبار، بدأوا في الانتباه. المستثمرون لا يهتمون بالتكنولوجيا الأساسية أو المثالية الليبرالية أو حتى اللامركزية. ما يهمهم هو كيفية تحقيق النمو والأرباح.

على مدار العقد الماضي، كنت أتواصل مع مستثمرين جدد في مجال العملات المشفرة، والتفسير التالي هو الأكثر صدى لديهم، لأنه يشرح الاستثمار في العملات المشفرة بطريقة يفهمها المستثمرون. حتى أولئك الذين لديهم آراء سلبية مسبقة، سيفهمون هذا المجال بعد قراءة الشرح أدناه.

لذا، إذا كنت ترغب في محاولة شرح البلوكشين للجمهور مرة أخرى، فإليك أبسط (وأسرع) شرح وجدته شخصياً.

دليل المبتدئين: فهم البلوكشين في 5 دقائق

• الإنترنت يتيح لك التواصل فورياً، بلا حدود، وبدون تكلفة.

• البلوكشين يتيح لك إرسال الأصول فورياً، بلا حدود، وبدون تكلفة.

أول أصل تم إرساله عبر البلوكشين كان أصل مشفر وهمي بالكامل يُدعى Bitcoin (BTC)، وتم إرساله عبر بلوكشين Bitcoin الذي تم إنشاؤه حديثاً. Bitcoin هو أكبر استثناء/تمويه في تاريخ الاستثمار. نجاحه كان معجزة وفريداً من نوعه، ولا ينبغي دراسته أو تطبيقه على أي شيء آخر. على الرغم من أن أصل Bitcoin وبلوكشين Bitcoin كانا أول من بدأ، إلا أن هذا لا يعني أنهما الوحيدين القادرين على إرسال الأصول بطريقة مماثلة. Bitcoin أظهر حالة استخدام واحدة لهذه التقنية، لكنها ليست الحالة الوحيدة. وبالمثل، كان SPY أول صندوق تداول في البورصة (ETF) في الولايات المتحدة، لكن بعد ذلك ظهرت العديد من المنتجات الأخرى التي يمكن تغليفها في ETF.

بلوكشينات أخرى (مثل Solana وEthereum كمنصات عقود ذكية) أكثر مرونة من بلوكشين Bitcoin، وتسمح بإنشاء ونقل أصول أخرى. في الواقع، يمكنك تخيل بروتوكولات منصات العقود الذكية كمتجر تطبيقات يمكن لأي شخص تطويره. تماماً كما يتيح لك متجر التطبيقات الوصول إلى تطبيقات البنوك، الألعاب، الخرائط، المقتنيات، والتواصل الاجتماعي على نظام IOS أو Android، يتيح لك بروتوكول منصة العقود الذكية الوصول إلى البنوك (DeFi، العملات المستقرة)، الألعاب (Polymarket)، المقتنيات (NFT)، الخرائط (Hivemapper)، والتواصل الاجتماعي (Pump.Fun) على تطبيقات البلوكشين.

• تطبيقات الكريبتو = شركات

• بروتوكول العقود الذكية = متجر التطبيقات

البلوكشين له توكناته الخاصة، تماماً كما تملك Apple وGoogle أسهمها الخاصة، لكن العديد من التطبيقات داخل هذه المنصات لديها أيضاً توكناتها الخاصة، وإذا تم تصميم اقتصاديات التوكن بشكل جيد، يمكن أن تصبح شكلاً شبه حقوق ملكية لهذا العمل. هذا لا يختلف عن العديد من الشركات المدرجة التي تملك تطبيقاتها الخاصة على IOS أو Android.

هذه التطبيقات على هاتفك تخلق قيمة لـApple أو Google، تماماً كما تخلق تطبيقات الكريبتو هذه قيمة لبروتوكول البلوكشين الذي تعتمد عليه. عندما يتم استخدام التطبيقات (وتوليد الإيرادات)، تزداد قيمة أسهم (أو توكنات) شركة التطبيق ونظام التشغيل/البلوكشين. بالطبع، بما أن أي أصل يمكن إنشاؤه من العدم ونقله عبر البلوكشين، فهناك أيضاً بعض الأصول "غير المفيدة" (مثل meme coins)، أو الأصول المرتبطة بشكل ضعيف بالشركة ولا يوجد محرك قيمة حقيقي للتوكن نفسه (مثل XRP). التوكنات تأتي بأشكال متعددة، وهذا يعتمد إلى حد كبير على من يصدرها وكيفية بناء اقتصاديات التوكن.

لكن أليست معظم شركات الكريبتو الناشئة ستفشل؟ بالطبع، تماماً كما ولّدت "فقاعة الإنترنت" مجموعة متنوعة من الشركات الناشئة، لكن معظمها انتهى دون نجاح، فإن معظم البلوكشينات والتطبيقات الأصلية للكريبتو ستفشل أيضاً. لكن حالياً، البلوكشين على وشك توديع مرحلة ".-crypto" (أي أن جميع التوكنات القابلة للاستثمار تصدرها شركات كريبتو ناشئة)، والدخول في مرحلة جديدة حيث ستتبنى الشركات العريقة التي لها تاريخ طويل تقنية البلوكشين وتصدر توكناتها الخاصة. اليوم، لا أحد يصف شركة بأنها "شركة إنترنت (.com)"، لأن كل شركة هي "شركة إنترنت (.com)". كل الأعمال تُدار عبر الإنترنت. Walmart وJPMorgan وDomino's Pizza جميعها اليوم شركات إنترنت، رغم أنها وُجدت قبل الإنترنت، ولم تُخلق بسببه، لكنها نمت بفضله. وسيصبح الأمر كذلك في مجال الكريبتو قريباً.

حوالي 99% من الأصول العالمية (الأسهم، السندات، والعقارات) لم يتم نقلها بعد عبر البلوكشين. لكن من المرجح أن يتم ترميز هذه الأصول في المستقبل القريب ونقلها عبر البلوكشين، لتحل محل العديد من الأصول المشفرة عديمة الجدوى الموجودة اليوم.

اليوم، يمكن للشركة أن ترمز أصولها الحالية (مثل الأسهم والسندات) أو تصدر توكنات جديدة كتوكنات هجينة. في المستقبل، من المحتم أن تصدر كل شركة، وجامعة، وبلدية، ومشاهير، ومنظمة، وفريق رياضي توكناتها الخاصة، والتي يمكن أن تصبح الأصل الثالث في هيكل رأس مالها.

• الأسهم = حق المطالبة بالتدفقات النقدية

• السندات = حق المطالبة بالأصول

• التوكنات = حق المطالبة بنمو الإيرادات بالإضافة إلى بطاقة مكافآت ولاء للاستخدام داخل النظام البيئي للشركة

عادةً ما تكون هذه التوكنات أقوى آلية لتشكيل رأس المال وتوجيه العملاء تم إنشاؤها حتى الآن، لأنها توحد جميع العملاء وأصحاب المصلحة وتجعلهم مروجين ومستخدمين أوفياء. التوكنات هي وسيلة للاستفادة من نجاح الشركة، ووسيلة للتبادل مقابل خدمات الشركة. هذا يختلف تماماً عن هيكل الشركات اليوم، حيث غالباً ما يكون المستثمرون والعملاء في حالة تضارب.

• مساهمو McDonald's ليسوا عملاء، وعملاء McDonald's ليسوا مساهمين.

• سائقو وركاب Uber لا يمكنهم الاستفادة من نجاح Uber.

• أعضاء Delta SkyMiles لا يهتمون بأرباح أو نمو Delta، لذا لا يساعدون الشركة على النمو؛ ومساهمو Delta لا يهتمون بتجربة العملاء.

• صانعو المحتوى لا يستفيدون من نجاح Twitter وInstagram.

• الطهاة وسائقو التوصيل لا يستفيدون من نجاح DoorDash.

يمكن للتوكنات أن تغير هذا الواقع فوراً. خذ Binance أو Hyperliquid كمثال — عملاء هذه البورصات هم من حاملي التوكنات الأوائل (عبر التداول أو الإيردروب). يمكنك استخدام توكنات HYPE وBNB كضمان للتداول في البورصة، والاستفادة من نموها عبر إعادة شراء التوكنات. لذا، يصبح العملاء فعلياً أشباه مالكي أسهم، ويستفيدون من النجاح المالي للشركة، مما يدفع إلى زيادة استخدام منتجات الشركة وزيادة الإيرادات، وبالتالي رفع سعر التوكن. ولكن بصفتك عميلاً لمنتجاتهم، يمكنك أيضاً الاستفادة من امتلاك توكنات HYPE أو BNB (عبر الخصومات، الضمانات، ودفع رسوم الغاز على البلوكشين الخاص بهم). هذا نموذج هجين مثالي، يوحد جميع أصحاب المصلحة فوراً، ويحول العملاء إلى مستخدمين أوفياء ومروجين.

بهذا، يمكنك تخيل عالم تصبح فيه استثماراتك ومدفوعاتك من نفس الأصل. على سبيل المثال، شراء سيارة Tesla حقيقية باستخدام سهم TSLA، أو دفع مشترياتك من Amazon باستخدام سهم AMZN.

هذا يبني فكرة استثمارية بسيطة للغاية للسنوات الخمس القادمة، ويزيل معظم "الهراء" في استثمار الكريبتو.

الفكرة الاستثمارية

لقد أثبتت تقنية البلوكشين كفاءتها العالية في نقل وتداول الأصول، لكن معظم الأصول الشائعة في العالم (الأسهم، السندات، العقارات) لا تزال غير متاحة على البلوكشين (بسبب قضايا تنظيمية وعملية). مع كسر الحواجز بين الأصول الأصلية للكريبتو والأصول المالية التقليدية، سيتم إصدار ونقل وتداول المزيد من الأصول المرمزة على السلسلة.

المستفيدون سيكونون بروتوكولات منصات العقود الذكية (L1) التي تدعم هذا النمو والتداول، وتطبيقات DeFi المبنية على هذه السلاسل، والعملات المستقرة ومزوديها على هذه السلاسل، وعدد قليل من التطبيقات المختارة التي تساعدك على التنقل على السلسلة في مجالات مثل الألعاب والذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، من الصعب تحديد أي السلاسل ستنتصر، لأن العالم اليوم لا يملك تقريباً أي أصول على السلسلة. إذا قررت جهة إصدار أصول ضخمة مثل الحكومة الأمريكية أو Walmart أو JPMorgan أو Apple فجأة إصدار أصولها على L1 معين، سيصبح هذا L1 أهم بلوكشين بين ليلة وضحاها.

حتى الآن، لم يشهد العالم الخارجي الإمكانات الحقيقية للبلوكشين، لأن معظم الأصول العالمية لم تدخل بعد أنظمة البلوكشين. كل ما حدث حتى الآن في مجال البلوكشين كان إلى حد كبير تجريبياً، وهو اختبار قبل وصول العمالقة الحقيقيين (الأسهم، السندات، العقارات، والتوكنات الجديدة الصادرة عن الشركات والجامعات والبلديات والفرق الرياضية وغيرها).

لذا، رغم أن متداولي الكريبتو غالباً ما ينغمسون في التداولات قصيرة الأجل، ويطاردون التوكنات البراقة عديمة القيمة (مثل meme coins)، إلا أن الفكرة الاستثمارية طويلة الأجل تدور حول نظام مالي عالمي بسيط، شفاف، ولا يحتاج إلى إذن، يجعل الاستثمار، والبنوك، والاستهلاك أكثر كفاءة ووضوحاً.