مساء الثلاثاء، نشر الحساب المُوثّق لسام بانكمان-فريد على منصة X تحيةً قصيرة من حرفين فقط: “gm”، اختصارًا لعبارة “صباح الخير”. ورغم بساطة الرسالة، فقد أثارت جدلًا واسعًا، إذ إن نزلاء السجون الفيدرالية الأميركية لا يُفترض أن يكون لهم وصول مباشر إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
ولم يتأخر التوضيح كثيرًا، حيث أوضح الحساب في ردٍ لاحق أن بانكمان-فريد نفسه لا يقوم بالنشر، بل يقوم صديق له بذلك نيابةً عنه، الأمر الذي زاد من تساؤلات المتابعين حول كيفية إدارة حسابه أثناء فترة سجنه.
بالتزامن مع هذه المستجدات، شهدت عملة FTT، وهي العملة الرقمية الأصلية لمنصة FTX المفلسة، ارتفاعًا لافتًا في قيمتها. فقد جرى تداولها عند حوالي 1.10 دولار أميركي وقت كتابة التقرير، بزيادة تقارب 32% خلال 24 ساعة فقط، بينما ارتفع حجم التداول اليومي ستة أضعاف تقريبًا، من نحو 10.4 مليون دولار إلى قرابة 59 مليون دولار، وفق بيانات CoinGecko. ورغم فقدان هذه العملة فائدتها الأساسية بعد انهيار المنصة في نوفمبر 2022، إلا أنها لا تزال تجذب اهتمام المتداولين المضاربين خلال عملية تصفية التركة.
أما سام بانكمان-فريد، المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لـ FTX، فيقضي حاليًا عقوبة فيدرالية مدتها 25 عامًا بعد إدانته بسبع تهم تتعلق بالاحتيال والتآمر لاختلاس مليارات الدولارات من أموال العملاء، إضافة إلى تضليل المستثمرين بشأن الموارد المالية للبورصة. ومن الجدير بالذكر أن آخر ظهور له على المنصات كان قبل أشهر في سلسلة تغريدات تناول فيها قضايا مكان العمل وتسريح الموظفين وحتى البيروقراطية الحكومية، حيث عبّر عن تعاطفه مع من يواجهون البطالة. وبعدها بأيام، شكر الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون على إجرائه مقابلة معه داخل السجن.
في سياق متصل، رفعت مؤسسة FTX Recovery Trust في وقت سابق من يوم الثلاثاء دعوى قضائية ضد شركة تعدين بيتكوين جينيسيس ديجيتال أسيتس، مطالبةً باستعادة 1.1 مليار دولار، بدعوى أنها تلقت مدفوعات تفضيلية في الأشهر التي سبقت انهيار البورصة. وتأتي هذه الدعوى قبل أيام قليلة من الموعد المقرر لتوزيع التركة دفعة ثالثة من المستحقات على الدائنين في 30 سبتمبر، والتي ستُفرج عن نحو 1.6 مليار دولار للمطالبين المُتحقق من صحتهم.
وقد نُقل بانكمان-فريد في أبريل الماضي إلى المؤسسة الإصلاحية الفيدرالية بجزيرة تيرمينال في لوس أنجلوس، بعد أن قضى 18 شهرًا في مركز الاحتجاز الحضري في بروكلين بولاية نيويورك. ووفقًا لقواعد مكتب السجون، يُسمح للنزلاء باستخدام نظام TRULINCS، وهو نظام مراسلة آمن يتيح إرسال واستقبال رسائل نصية فقط مع جهات اتصال معتمدة وتحت رقابة مشددة، دون منحهم وصولًا مباشرًا إلى الإنترنت.
