تأكيد إزالة حد بايت OP_Return في Bitcoin: هل يواجه البيتكوين مرة أخرى انقسامًا في الحوكمة على السلسلة؟

أكد فريق تطوير Bitcoin Core أمس (22) رسميًا أنه سيتم إزالة الحد الأقصى لطول 80 بايت لأمر OP_Return في الإصدار 30.0. وقد انتقد مطور ومناصر البيتكوين Jimmy Song هذا القرار بشدة، واصفًا إياه بأنه "عقلية نقدية تقليدية".

فريق التطوير يتجاهل أصوات مجتمع البيتكوين ومشغلي العقد

OP_Return هو تنسيق إخراج خاص في معاملات البيتكوين، يسمح بكتابة كمية صغيرة من البيانات على البلوكشين، ويُستخدم بشكل أساسي لتخزين معلومات صغيرة على شبكة البيتكوين دون التأثير على وظائفها. وعلى عكس مخرجات المعاملات العادية، لا يمكن إنفاق إخراج OP_Return، ولا يزيد من عبء مجموعة مخرجات المعاملات غير المنفقة (UTXOs).

يمكن القول إن OP_Return جعل من البيتكوين ليس فقط عملة، بل أداة لتخزين البيانات والتحقق منها، كما وفر أساسًا لتطوير أصول وتطبيقات أخرى، مثلما حدث خلال موجة Ordinals في أوائل عام 2024 حيث تم استخدامه على نطاق واسع.

تم اقتراح OP_Return من قبل مجتمع مطوري البيتكوين في عام 2014، وكان الهدف الأصلي هو السماح للمعاملات بحمل "كمية صغيرة من البيانات" بأمان إلى البلوكشين، مع حد نموذجي يبلغ 40 بايت، ثم زيد إلى 80 بايت في الإصدار v0.11. وكان الهدف من هذا التصميم هو منح المستخدمين فرصة لترك رسالة قصيرة على سلسلة البيتكوين (مثل إثبات الملكية، تجزئة الملفات الرقمية، إعلانات حقوق النشر، أدلة الأعمال الفنية، إلخ)، مع تجنب استخدام مساحة UTXO لأغراض غير نقدية، والحفاظ على نظافة دفتر الحسابات.

وقد أدى قرار إزالة حد أمر OP_Return إلى اتهام Jimmy Song لمطوري Core بتجاهل مخاوف المستخدمين بشأن إلغاء حد OP_Return (حاليًا 80 بايت)، وتجاهل المعارضة الشديدة من مجتمع البيتكوين ومشغلي العقد.

يخشى العديد من المعارضين من أن تدفق كميات كبيرة من البيانات غير المالية سيؤدي إلى تضخم حجم البلوكشين بسرعة، مما يزيد من تكلفة الأجهزة ويضعف أساس "إمكانية تشغيل العقد من قبل الجميع".

قال Song: "القول بأن من الصعب تعريف البيانات غير المرغوب فيها، وبالتالي عدم التمييز بينها في تصميم البرمجيات، هو جدل سياسي مضيّع للوقت؛ الاستخدامات غير النقدية للبيتكوين هي بيانات غير مرغوب فيها".

استمرت المناقشات حول OP_Return لما يقرب من ستة أشهر، مما يذكر السوق بالخلاف حول حجم كتلة البيتكوين بين عامي 2015 و2017، والذي أدى في النهاية إلى انقسام صلب في بروتوكول البيتكوين وظهور Bitcoin Cash، مما دفع بعض أفراد مجتمع البيتكوين إلى التساؤل عما إذا كان الجدل حول OP_Return سيؤدي أيضًا إلى انقسام مماثل.

عدم التوصل إلى توافق في المجتمع عام 2017 أدى في النهاية إلى انقسام صلب

بين عامي 2015 و2017، اندلع جدل حاد في مجتمع البيتكوين حول حد حجم الكتلة (1MB)، وانقسم المجتمع إلى معسكر "الكتلة الكبيرة" ومعسكر "الكتلة الصغيرة". أراد الأول تعديل بروتوكول البيتكوين الأصلي لزيادة سعة الكتلة لتسهيل معالجة المزيد من المعاملات، مؤكدين أن المعاملات الأرخص والأسرع ستجعل البيتكوين أكثر قابلية للتوسع.

أما المعسكر الآخر فأراد الحفاظ على حد الحجم 1MB (حيث أضاف Satoshi Nakamoto حد حجم الكتلة 1MB لكل كتلة دون توضيح علني للسبب)، مع إعطاء الأولوية لمبادئ الأمان واللامركزية الأساسية للبيتكوين. واعتبروا أنه إذا زاد حجم الكتلة، فإن تكلفة تشغيل عقدة بيتكوين للمستخدمين العاديين سترتفع، مما يؤدي إلى استضافة الشركات للعقد في مراكز البيانات، ويضر بلامركزية الشبكة.

وبعد فترة طويلة من الخلاف دون التوصل إلى توافق، أدى ذلك في النهاية إلى انقسام صلب. في 1 أغسطس 2017، أنشأ مؤيدو زيادة حجم الكتلة سلسلة جديدة هي Bitcoin Cash، ورفعوا حد الكتلة إلى 8MB، ثم إلى 32MB لاحقًا. بينما حافظت BTC (البيتكوين) على حد الكتلة الأصلي 1MB، وتحولت إلى دور "الذهب الرقمي" وتخزين القيمة؛ بينما ركزت BCH على "تطبيقات الدفع" والمعاملات اليومية السريعة ومنخفضة الرسوم.

وقد رسخ هذا مسارين رئيسيين: BTC كذهب رقمي (أمان عالي وتخزين قيمة)، وBCH كعملة متداولة (سريعة ومنخفضة الرسوم)، كما أثر بشكل مباشر على حوكمة البيتكوين اللاحقة، ونقاشات البروتوكول، والانقسامات الأخرى.

خروج جماعي للمعارضين نحو Bitcoin Knots

حاليًا، تحول العديد من مشغلي العقد إلى Bitcoin Knots، الذي يواصل فرض قيود البيانات الحالية. ووفقًا لبيانات Coin Dance، ارتفعت نسبة العقد التي تستخدم Bitcoin Knots من حوالي 1% في عام 2024 إلى 20%، في نمو عمودي خلال تسعة أشهر فقط. يسمح Knots لمشغلي العقد بفرض قيود صارمة على حجم البيانات، ويعتقد المؤيدون أن ذلك ضروري للحفاظ على لامركزية بروتوكول البيتكوين.

منذ تأسيس البروتوكول اللامركزي في 2009، أنتج دفتر حسابات البيتكوين حوالي 680 جيجابايت من البيانات، وذلك بفضل بنية البيتكوين البسيطة وقيود البيانات الصارمة. وانخفاض متطلبات تخزين البيانات في البيتكوين يسمح لأي شخص بمزامنة حوالي 680 جيجابايت من بيانات السلسلة الكاملة باستخدام أجهزة تجزئة بقيمة حوالي 300 دولار فقط، مما يحقق مشاركة ديمقراطية ولامركزية إلى أقصى حد.

وقد أدى تمرد مشغلي العقد هذه المرة وتحولهم الجماعي إلى Bitcoin Knots إلى موجة خروج تاريخية.

أما المطورون الذين يدعمون إزالة حد OP_Return فيرون أن حد 80 بايت الحالي هو عائق مصطنع، وهناك بالفعل العديد من الطرق لتجاوزه، مثل استخدام تقنيات Taproot وOrdinals في ترقيات بروتوكول البيتكوين، حيث يمكن تقسيم البيانات ودمجها في أجزاء مختلفة من المعاملة، متجاوزين حد حجم OP_Return الواحد. وإذا أمكن زيادة قدرة نقل البيانات، فقد يؤدي ذلك إلى تحفيز المزيد من التطبيقات المبتكرة، ودعم التنمية المستدامة للشبكة.

تبرز هذه المناقشات حول حد OP_Return التحدي الذي يواجهه مجتمع البيتكوين في تحقيق التوازن بين مساحة تخزين البيانات على السلسلة ومبادئ اللامركزية. ومع تطور التكنولوجيا وتنوع حالات الاستخدام، لم يعد حد 80 بايت يعكس الاحتياجات الواقعية بشكل فعال، وإزالة هذا الحد تعني أن نظام البيتكوين سيدخل مرحلة أكثر انفتاحًا وشمولية، مما يساعد على ولادة المزيد من التطبيقات المبتكرة ويوفر حوافز دخل جديدة للمعدنين.

ومع ذلك، فإن ذلك يجلب أيضًا مخاطر تضخم الشبكة وضغوط اللامركزية، مما يجبر المجتمع على إعادة النظر في كيفية تحقيق التوازن بين التوسع وحماية القيم الأساسية.