ارتفع سعر البيتكوين مجددًا فوق 117,000 دولار أميركي بعد إعلان الاحتياطي الفيدرالي عن أول خفض لسعر الفائدة هذا العام، مما أعاد التفاؤل إلى أسواق الأصول عالية المخاطر. ويأتي هذا الارتفاع في أعقاب بيانات الاقتصاد الأميركي التي أظهرت ارتفاع معدل البطالة، ما دفع صناع السياسة إلى اتخاذ خطوات لتحفيز الاقتصاد.
حتى وقت النشر، كان سعر البيتكوين يتداول عند 117,476 دولارًا أميركيًا، مسجلاً زيادة قدرها 0.9% خلال اليوم و3% خلال الأسبوع الماضي. كما ارتفع حجم تداول البيتكوين الفوري على مدار 24 ساعة بنسبة 49.6% ليصل إلى 60.9 مليار دولار أميركي، ما يعكس تجدد المشاركة بعد فترة هدوء في أسواق سبتمبر.
وفي أسواق المشتقات، شهدت العقود نشاطًا أقوى، حيث ارتفع حجم عقود البيتكوين الآجلة بنسبة 65.9% ليصل إلى 119.8 مليار دولار أميركي، بينما ارتفعت الفائدة المفتوحة بنسبة 1.6% لتصل إلى 85.7 مليار دولار أميركي، وفقًا لبيانات Coinglass. ويشير تزايد الفائدة المفتوحة مع ارتفاع حجم التداول إلى أن المتداولين يتخذون مراكز جديدة باستخدام الرافعة المالية بدلاً من الاكتفاء بالخروج من المراكز القديمة، وهو ما غالبًا ما يسبق تحركات اتجاهية أكبر ويشير إلى تقلبات محتملة في الأيام المقبلة.
هذا وصوّتت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بأغلبية 11 صوتًا مقابل صوت واحد في 17 سبتمبر على خفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.00%-4.25%. ويُمثّل هذا أول خفض منذ ديسمبر 2024، مدفوعًا بشكل رئيسي بارتفاع معدل البطالة إلى 4.3% في أغسطس، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2021.
وأشار رئيس اللجنة، جيروم باول، إلى أن هذا الإجراء يُعَد “إدارة للمخاطر”، مبينًا أن المخاوف المتعلقة بالتوظيف أصبحت الآن تفوق مخاطر التضخم، على الرغم من استمرار التضخم أعلى من المستهدف، حيث بلغ مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي 2.9% والمؤشر الأساسي 3.1%. وأسفر هذا الخفض عن ضعف الدولار الأميركي، وارتفاع أسعار الأسهم، وصعود أسواق الأصول الرقمية.
وعلق أندرو فورسون، رئيس تقنيات التمويل اللامركزي، لموقع crypto.news على تأثير هذا القرار على الأصول الرقمية قائلاً:
“ستستمر التدفقات الاستثمارية في قطاعي الابتكار والتكنولوجيا، حيث ستقدّم هذه الأصول الرقمية عوائد أعلى بكثير من أدوات الدخل الثابت المدعومة حكوميًا الأقل مخاطرة، والتي ستشهد انخفاضًا في العوائد”.
وأضاف فورسون أن مشاريع الأصول الرقمية التي تركز على المشاركة أصبحت أكثر جاذبية مقارنة بأدوات الدخل الثابت التقليدية، لأنها توفر فرصًا لتوليد العائد وتقدير رأس المال المحتمل، مما يجعلها خيارًا مفضلًا للمستثمرين الباحثين عن تنويع محافظهم وزيادة عوائدهم في ظل البيئة الاقتصادية الحالية.
